.. فعدم التأويل شرط، ووجوده مانع، لكن كما ذكرت لك أنه لابد أن يكون من التأويل السائغ في لغة العرب، ولذلك فإن أهل السنة لم يكفروا الأشاعرة مع أنهم يحرفون الصفات الخبرية - أي ما عدا الصفات السبع - والمانع من ذلك وجود التأويل الذي يسوغ في لسان العرب، فإنكارهم لبقية الصفات ليس إنكار جحودٍ وتكذيب، بل إنكار تأويل سائغ في لسان العرب، ولا يفهم من ذلك أننا نبرئهم من هذه المزالق الخطيرة التي وقعوا فيها، بل المقصود أن نبين لماذا لم يكفرهم أهل السنة، وأزيد الأمر وضوحًا بذكر بعض الأدلة على ذلك:
... فمن الأدلة: أنه ثبت الثبوت الصحيح الصريح عنه ? أنه قال: (( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) )وقال: (( هم سواء ) )رواه مسلم.
... وصح عنه أنه قال لمن باع صاعين بصاع: (( أَوَّهٌ عن الربا ) )متفق عليه.
... وقال - عليه الصلاة والسلام: (( البر بالبر ربا إلا هاء وهاء ... ) )الحديث.
... وغير هذه الأدلة، وهي مفيدة بعمومها دخول نوعي الربا: ربا الفضل، وربا النسيئة، ثم إن الذين بلغهم قول النبي ?: (( إنما الربا في النسيئة ) )قد استحلوا بيع الصاعين بالصاع إذا كان يدًا بيد مثل ابن عباس ? وأصحابه، وهم صفوة الأمة علمًا وعملاً، فهل بالله يوصفون بشيء من أوصاف السوء بسبب هذه المخالفة؟ سبحانك هذا بهتان عظيم، وذلك لأنهم خالفوا عموم الأدلة السابقة متأولين تأويلاً سائغًا في الجملة فعذروا لذلك، والله أعلم.