(حم * عسق) فهل هذه إلا حروف وهي كلام الله تعالى. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريل عند النبي الله صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه فقال (هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك، فقال: وهذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال:"أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته) ، والشاهد منه قوله (لن تقرأ بحرف منها) فأطلق على الفاتحة وخواتيم سورة البقرة بأنها حروف وهي كلام الله فدل ذلك على أن كلامه جل وعلا بحرفٍ. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: (تعلموا القرآن فإنه يكتب بكل حرف عشر حسناتٍ ويكفر به عشر سيئات أما إني لا أقول(الم) ولكن أقول: ألف عشر ولام عشر، وميم عشر) حديث صحيح موقوفاً لكن حكم الرفع لأن مثله لا يقال بالرأي ويروى مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه (لا أقول"الم"حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) ، وقال أبن عباس رضي الله عنه (ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه أو من حاجته إلى أهله أن يقرأ القرآن فيكون له بكل حرفٍ عشر حسنات) وسنده جيد ولذلك قال أهل السنة: إن من كفر بحرف منه فقد كفر به كله، فهذا يفيدك أن كلام الله تعالى بحرف وهذا ما نعتقده بقلوبنا وننطقه بألسنتنا والله أعلم."