قوله تعالى {بل يداه مبسوطتان} فالظاهر منها عند أهل السنة إثبات اليدين اللائقتين بالله جل وعلا، كقوله تعالى {ويبقى وجه ربك} فالظاهر منها عند أهل السنة إثبات الوجه لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته، وكقوله تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) (لأعراف: من الآية 156) فالظاهر منها إثبات الرحمة لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته وكقوله صلى الله عليه وسلم (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا الحديث) فالظهار منه إثبات النزول في هذا الوقت لله جل وعلا على ما يليق بجلاله وعظمته وكذلك يقال في سائر آيات الصفات، فإذا كان المراد بالظاهر ما يفهمه أهل السنة من المعاني اللائقة بالله جل وعلا فإننا نقول: هذا الظاهر مراد، وأما إذا كان يقصد بالظاهر ما يفهمه المبتدعة من الممثلة والمعطلة فإنه ليس بمراد لأنهم يفهمون من هذه الآيات معانٍ لا تليق بالله جل وعلا، فلا يفهمون منها إلا ما يفهمونه من صفات المخلوقات وهذا ليس بمراد من هذه الآيات، ولكن نحن ننازعهم أصلاً في أن هذا الذي فهموه ليس هو الظاهر الصحيح الذي دلت عليه آيات الصفات وإنما هو شيء توهموه بعقولهم الفاسدة وإفهامهم العفنة، وفي الحقيقة أن فهمهم هذا مخالف لما فهمه السلف منها وهو خباية على النصوص وتعطيل لها عن المراد بها، وهو مخالف أيضاً للعقل الصريح والفطر السليمة والإفهام المستقيمة لأن العقل والشرع يفرضان مباينة الخالق للمخلوق في الذات والصفات، فهم وإن سموه ظاهر الصفات فإنها تسمية باطلة مردودة بالنقل والعقل والفطرة والله أعلم.