فهرس الكتاب
الصفحة 99 من 614

.. ج 94: اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين: فقيل: إنه يدخل في حيز المغفرة وصاحبه قد يغفر الله له ولا يؤاخذه على هذا الرياء، وهذا رواية في المذهب واختارها كثير من أهل العلم. وقيل: لا يدخل في حيز المغفرة، بل لابد أن يعذب صاحبه بقدره في النار يوم القيامة لكنه لا يخلد فيها أبدًا؛ لأن معه أصل التوحيد، وهذا القول اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومجدد الدعوة الشيخ محمد - رحمه الله تعالى -، والله أعلم بالحال.

... والمقصود وجوب الخوف من الرياء فإنه آفة عظيمة وبلية عواقبها وخيمة، وكفارة ذلك أن يقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم، كما ورد به الحديث، والله أعلم.

... س 95: كيف يخاف النبي ? علينا الشرك الخفي أشد من خوفه علينا من الدجال من عظم فتنته وكبير خطره؟

... ج 95: أقول: العلة في ذلك والله أعلم هي ما يلي:

... الأول: أن فتنة الدجال فتنة ظاهرة تعرف بعلامات ظاهرة، وأما الشرك الخفي فإنه شيء خفي في القلوب لا يطلع عليه إلا علام الغيوب.

... الثاني: أن فتنة الشرك الخفي خطرها على الأمة أجمع من لدن النبي ? أي من عهده إلى آخر الدنيا، فخطره عام على الأمة كلها، وأما الدجال فإن فتنته تكون في آخر الزمان، وقد فني أكثر الأمة ولم يبق منها إلا القليل، فالرياء فتنة تبتلى بها عامة الأمة، وأما الدجال ففتنته يبتلى بها بعض الأمة.

... الثالث: أن الدجال عدو منفصل يمكن التحرز منه فإن المدينة ومكة حرام عليه، وقراءة أوائل سورة الكهف عصمة منه، أما الشرك الخفي فإن مصدره النفس التي بين جنبيك وهي عدو ملازم لا ينفك عنك إلا ما شاء الله تعالى، ولاشك أن خطر العدو الباطني الملازم الذي يعسر التحرز منه أعظم من خطر العدو المنفصل الذي لا يشق التحرز منه، والله أعلم.

... س 96: ما حكم إعطاء من سألنا بالله؟ مع الدليل والتعليل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام