فهرس الكتاب
الصفحة 580 من 614

.. فالحقيقة أن أهل التأويل قد حرفوا عددًا كبيرًا من قضايا اليوم الآخر بإخراجها عن معانيها الصحيحة اللائقة بها، إلى معانٍ أخرى، أو نقول: إنهم آمنوا ببعض مدلولاتها وأنكروا بعضها، فهذا حقيقة مذهب أهل التأويل في الصفات ونصوص المعاد.

... وأما أهل التجهيل: فهم الذين يزعمون أنهم لا يفهمون من نصوص الصفات ولا المعاد شيئًا، بل هي عندهم بمنزلة من خوطب بلسانٍ لا يفهمه، فيقرءون ألفاظًا فقط، ولكن يعتقدون أن هذه الألفاظ لا يعرف معناها ولا سبيل إلى العلم بدلالاتها، ويزعمون أن النبي ? هو أيضًا لم يكن يعرف معاني هذه الألفاظ، وهذا المذهب شر مذاهب أهل البدع والإلحاد كما ذكره الشيخ تقي الدين - قدس الله روحه في الفردوس الأعلى -.

... فهذا بالنسبة للكلام على هذه الطوائف الثلاث، ولو أن شيخ الإسلام - رحمه الله - سمى أهل التخييل بأهل التخريف لكان أنسب، ولو أنه سمى أهل التأويل بأهل التحريف لكان أنسب، والله أعلم وأعلى.

... س 368: ما حكم من يدعي علم الغيب؟ مع بيان ذلك بالتدليل والتمثيل.

... ج 368: الحكم فيمن يدعي علم الغيب أنه كافر الكفر الأكبر المخرج عن الملة بالكلية، لقوله تعالى: ? قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ?، وهذا خبر الله تعالى الحق الصدق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام