قوله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ) (آل عمران: من الآية 19) أي والإيمان وقوله تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً) (آل عمران: من الآية 85) أي وغير الإيمان وقوله تعالى (فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران: من الآية 64) أي ومؤمنون وهكذا، وفي حديث وفد عبد القيس مرفوعاً (آمركم بالإيمان بالله وحده) ثم فسره بأركان الإسلام فقال: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا خمساً من المغنم) متفق عليه، ومن ذلك حديث سعد في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى رهطاً وسعد جالس .... وفيه (مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمناً فقال(أو مسلماً) ثلاث مرات.
ومثال اجتماعهما
قوله تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) (الحجرات: من الآية 14) ففرق بينهما لأنهما في نص واحد وكذلك حديث جبريل المشهور فإنه قد فسر الإسلام بأعمال الجوارح وفسر الإيمان بأعمال القلوب، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة وخلاصة الجواب أن يقال: العلاقة بينهما من وجهين:
الأول: أن كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن.
الثاني: أنهما إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا. والله أعلم
ج/ صورته أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله. والناس فيها على طرفين ووسط وخير الأمور الوسط، فمن الناس من يوجب هذا القول أي يوجب قول (إن شاء الله) بعد قوله (أنا مؤمن) فيوجبه مطلقاً ولهم في ذلك مأخذان:
الأول: أن الإيمان هو ما مات عليه الإنسان والإنسان إنما يكون عند الله مؤمناً أو كافراً باعتبار الموفاة وما سبق في علم الله أنه يكون عليه، وما قبل ذلك فلا عبرة به.