فهرس الكتاب
الصفحة 61 من 614

.. ج 61: طلب البركة من بعض الأشجار أو الأحجار محرم وشرك، قال تعالى: ? أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ?، وهذا إنكار من الله تعالى على عباد هذه الأوثان، وهم عبدوها لينالوا شفاعتها وأن تقربهم إلى الله زلفى ويتبركون بها فأنكر الله تعالى عليهم ذلك وهو إنكار يتضمن النهي عن الاعتقاد في هذه الأوثان، ويدخل في ذلك ضمنًا النهي عن التبرك بالأشجار والأحجار وأنه شرك، فاللات يقاس عليه التبرك بالقبور، والعزى ومناة يقاس عليه التبرك بالأشجار والأحجار، وعن أبي واقد الليثي ? قال: خرجنا مع رسول الله ? إلى حنين ونحن حدثاء عهدٍ بكفرٍ وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال - عليه الصلاة والسلام: (( الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ? اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ? لتركبن سنن من كان قبلكم ) )رواه الترمذي بسندٍ صحيح، وهذا دليل واضح في النهي الأكيد عن طلب البركة من الأشجار والأحجار وأنه شرك، لكن إن قلت: هل هو شرك أصغر أم شرك أكبر؟ أقول: هذا على حسب اعتقاد طالب البركة منها، فإن كان يعتقد أنها تعطيه البركة بذاتها وأن لها تصرفًا خفيًا بذلك فهذا شرك أكبر منافٍ لأصل الإسلام، ولو مات صاحبه عليه فإنه من الخالدين أبدًا في النار - والعياذ بالله -، وأما إن كان يجعلها سببًا فقط في تحصيل البركة فهذا شرك أصغر لأنه اعتقد سببًا ما ليس بسبب شرعًا ولا قدرًا ولأنه وسيلة إلى الشرك الأكبر، والله أعلم.

... س 62: ما معنى بركة المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام