فهرس الكتاب
الصفحة 11 من 614

.. ج 8: هو توحيد الألوهية وهو توحيد العبادة، وهو توحيد القصد والطلب، أي توحيد الله بأفعالنا.

... وعندنا في ذلك قاعدة يجب حفظها وهي: أن أصل دين الأنبياء واحد وشرائعهم مختلفة.

... ونقصد بأصل الدين أي الدعوة إلى هذا التوحيد، كما قال تعالى: ? ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ?، وقال تعالى: ? وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ?، فهذا نوح - عليه السلام - يقول لقومه: ? اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ?، وهذا صالح - عليه السلام - يقول لقومه: ? اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ?، وهذا شعيب يقول لقومه: ? اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ?، ولذلك قال - عليه الصلاة والسلام: (( نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد وشرائعنا مختلفة ) )، وفي الحديث السابق: (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ) )متفق عليه من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.

... فهذا التوحيد هو المطلوب من جميع الأمم على لسان أنبيائهم - عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم -، وهو الذي وقعت فيه الخصومة بين الأنبياء وأممهم وهو الذي بسبب رفضه ومحاربة أهله أهلك الله تعالى الأمم السابقة، فاحفظ هذا وتنبه فإن بعض الطوائف تقول: إن التوحيد المطلوب على لسان الرسل هو توحيد الربوبية. وهذا مجانب للصواب، بل التوحيد المطلوب والذي به نزلت الكتب وأرسلت به الرسل هو توحيد الألوهية، جعلنا الله وإياك ممن آمن به وحققه وكمل مراتبه، والله أعلم.

... س 9: ما كلمة التوحيد؟ وما أركانها؟ وما معناها؟ مع الدليل.

... ج 9: أما كلمة التوحيد فهي (لا إله إلا الله) وهي العروة الوثقى.

... وأما أركانها فاثنان: النفي في قولك: (لا إله) وهذا نفي لجنس الآلهة، والإثبات في قولك: (إلا الله) وهو إثبات الألوهية لله تعالى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام