.. وأما مخالفتها للحس: فإننا نجد فيما نشاهده أن هناك أشياء قد اتفقت في أسمائها واختلفت في صفاتها، فنحن نرى أن للفيل يدًا، للذباب يد، ولا توافق بينها في شيء من الصفات، وللجمل وجه وللبعوضة وجه، ولا توافق بينها في شيء من الصفات، بل نحن نشاهد أن للقرد وجهًا وللمثل وجهًا فهل هذا الاتفاق في الاسم يلزم منه الاتفاق في الصفات؟ بالطبع لا، وأظنهم لا يخالفون في هذا على وجه الخصوص، فإذا كان هذا الاتفاق في الاسم لا يلزم منه الاتفاق في الصفة فيما بين المخلوقات، أفيكون ذلك لازمًا فيما بين الخالق الكامل من كل الوجوه والمخلوق الناقض في ذاته وصفاته وأفعاله؟ أين العقول؟ ما الذي دهى هؤلاء القوم؟ أفيزعمون بعد ذلك أنهم أهل الحذلقة والفذلكة، بل والله الذي لا إله إلا هو إنهم قد بلغوا في الغباء درجته العليا، فتبًا لهم ثم تبًا لهم.
... فهذا هو جواب أهل السنة على ما أصله حمقى الكلام في باب الأسماء والصفات.
... ج 190: نعم، وعلى العين والرأس، وإني لا أجد مثالاً أحسن ولا أقرب إلى الفهم من المثالين اللذين ضربهما أبو العباس شيخ الإسلام رفع الله نزله وأعلى مناره وجمعنا به وبسائر المسلمين في جناتٍ ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فإنه قد ضرب في كتابه التدمرية مثالين يوضح بهما أن الاتفاق في الأسماء لا يستلزم أبدًا الاتفاق في الصفات، وهما كما يلي: