.. الأمر الثالث: أن تؤمن بما صح به الخبر من نعيم الجنة وعذاب النار مع الإيمان الجازم أن المعلوم منه إنما هو الاسم فقط وأما الكيفيات فإنه لا يعلمها على ما هي عليه إلا الله تعالى، قال تعالى: ? فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ?، وقال في الحديث القدسي: (( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ). وقال ابن عباس: (( ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء ) ).
... ومن القواعد المتقررة عند أهل السنة رفع الله نزلهم في الفردوس الأعلى أن الاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في المسمى، والله أعلم.
... الأمر الرابع: أن تؤمن أن الله تعالى خلق لهما أهلاً، فمن شاء منهم إلى الجنة فضلاً، ومن شاء منهم فإلى النار عدلاً وأنه يبقى فيهما فضل بعد دخول أهلهما فيهما، فأما الجنة فينشئ الله لها خلقًا جديدًا ويدخلهم الجنة؛ لأنه يتفضل وينعم ابتداءً لكمال فضله وواسع كرمه، وأما النار فيضع رب العزة عليها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط، أي حسبي حسبي، كما في الحديث الصحيح؛ وذلك لأنه لا يعذب أحدًا بلا سابق جرم لكمال عدله جل وعلا فإذا آمنت بهذه الأمور الأربعة تكون بذلك قد حققت الإيمان بالجنة والنار.
... جعلنا الله وإياك من أهل الجنة وأعاذنا من عذاب القبر وعذاب النار، والله أعلم.
... ج 158: الثمرات كثيرة ونلخصها فيما يلي:
... الأولى: الرغبة في فعل الطاعة والحرص عليها رجاء الثواب في ذلك اليوم.
... الثانية: الرهبة عند فعل المعصية والرضى بها خوفًا من عقاب ذلك اليوم.
... الثالثة: تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها، والله أعلم.
... س 159: عرف القضاء والقدر؟ موضحًا العلاقة بينهما؟
... ج 159: القدر بفتحتين بمعنى التقدير.