فهرس الكتاب
الصفحة 189 من 614

.. التاسع: أن العبد مأمور بالتوبة إذا وقع منه الزلل أمر إيجاب، قال تعالى: ? وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم ترحمون ?، وقال تعالى: ? يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا ?، والاحتجاج بالقدر على فعل المعصية قاتل لانبعاث التوبة في القلب، وبيان ذلك أنه قد سوغ لنفسه الاستمرار على هذه المعصية بأن الله قدرها عليه فلا يفكر أن يتوب منها لأنه وإن رآها خطأ إلا أنه يرى أنه معذور في فعلها لأنها مما قدر وكتب عليه، فتراه مستمرًا عليها لا ينزجر عن فعلها ولا يرعوي عن مقارفتها، والتوبة أمر مقصود شرعًا والاحتجاج بالقدر يدفع هذا المقصود الشرعي، وما دافع المقصود الشرعي فإنه باطل.

... العاشر: أن الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية لو كان حجة مقبولة لبادر بها إبليس لمَّا تخلف عن السجود ولقال يا رب أنت قدرتها علي، لكن علم في قرارة نفسه أنها لا تنفعه لأنها في الحقيقة ليست عذرًا مقبولاً، فإبليس بهذا مثله كمثل من يروج المخدرات وهو لا يستعملها فهو يروج لهذه البضاعة - أعني الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية - وهو عالم كل العلم أنها ليست مما ينفع، ولذلك عدل عنها.

... فهذه بعض الأوجه في كشف زيف هذه الحجة ولعلها تكون كافية إن شاء الله تعالى، والله أعلى وأعلم.

... س 170: ما المشروع عند نزول المصائب؟ مع بيان الدليل.

... ج 170: المشروع عند نزول المصائب من الموت والأمراض والعاهات والحوادث والكوارث، ونحو ذلك عدة أمور:

... الأول: أن يعلم أنها مما سبق به القلم وطويت عليه الصحف، قال تعالى: ? ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ?، وأنه لا دافع لقضائه ولا معقب لحكمه جل وعلا.

... الثاني: أن يؤمن إيمانًا جازمًا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام