.. الحالة الثالثة: أن يقولها عند فوات الأمر المحبوب، كفوات العمل الفاضل، وكفوات علم نافع أو مالٍ ينفقه فيما يحبه الله ويرضاه، فمن الأول حديث: (( لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة ) )، ومن الثاني حديث: (( وددت لو أن أخي موسى صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما ) )، ومن الثالث حديث: (( ورجل آتاه الله مالاً وعلمًا فهو ينفقه في الخير ورجل آتاه الله علمًا ولم يؤته مالاً فقال لو أن عندي مثل مال فلان لفعلت فيه مثل الذل فعل، فهما في الأجر سواء ) )، وهذه الحالة الثالثة لا جزع فيها ولا تسخط ولا ترك لما يجب من الصبر ولا حزن ولا تطلع لمعصية، بل ليس فيها إلا محبة الخبر وإرادته وهذا أمر محبوب شرعًا.
... الحالة الرابعة: استعمالها لبيان مثال يحصل به الإفهام وفتح المغلق وتقريب الصورة المراد شرحها، فهذا لا بأس به ولا تعلق له بالتوحيد، وذلك كما في قوله تعالى في سياق إثباته وحدانيته بالألوهية: ? لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ?، وكقول المعلم: ما رأيكم لو حصل كذا وكذا فماذا تفعلون؟ وهكذا والله أعلم وأعلى.
... ج 90: هذه من المسائل الكبار التي لا تسعها هذه الإجابة، لكن ألخص لك الجواب في الحالات الآتية:
... الأولى: حال واضع النظام أولاً الذي فيه مناقض لشريعة الله تعالى كالذي وضع القانون الوضعي الذي عورضت به شريعة رب الأرض والسماء، فهذا لاشك أنه كافر الكفر الأكبر، وهو من جملة الطواغيت الذين يدعون الناس إلى عبادتهم عبادة الطاعة فيحلون للناس الحرام ويحرمون عليهم الحلال، وهذا لا أظن أحدًا يتوقف في كفره، ولا ننظر هل هو مستحل أو غير مستحل؛ لأن فعله هذا دليل استحلاله.