.. ج 127: التحقيق في ذلك أنه إذا كان المقصود بموتها مفارقتها للجسد فإنها تموت بهذا الاعتبار، وإن كان المقصود بموتها فناؤها وعدمها كأن لم تكن فهي لا تموت بهذا الاعتبار؛ لأن الدليل السابق دل على أنها تبقى بعد مفارقة الجسد منعمة إن كان صاحبها من أهل النعيم، ومعذبة إن كان صاحبها من أهل العذاب، فمن قال من أهل العلم أنها تموت فإنما يريد مفارقتها للجسد، ومن قال منهم إنها لا تموت فإنما يريد أنها لا تفنى؛ لأنها خلقت للبقاء، والله أعلم.
... ج 128: التحقيق في ذلك أنه يختلف باختلاف الميت، فإن كان من أهل الكفر والشرك والنفاق الاعتقادي فإن عذابه في القبر دائم لا ينقطع، وأما إن كان من الذين معهم أصل الإسلام والإيمان فإن عذابه منقطع، وهو بمثابة المكفر عنه ذنوبه وخطاياه، نعوذ بالله من عذاب القبر وعذاب النار مطلقًا، والله ربنا أعلى وأعلم.
... س 129: هل عذاب القبر يقع على الروح أو الجسد؟
... ج 129: مذهب أهل السنة والجماعة أن عذاب القبر على الروح والجسد إلا أنه على الروح أصلاً ويدخل معها الجسد تبعًا، والله أعلم.
... س 130: هل سؤال القبر خاص لهذه الأمة أو عام لسائر الأمم؟
... ج 130: فيه خلاف، ومقتضى الأدلة أنه عام لكل الأمم وما ورد في بعض الأحاديث من قوله: (( إن هذه الأمة تفتن في قبورها ) )و (( أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم ) )فلا يعد الاختصاص؛ لأن هذا ذكر للعام ببعض أفراده وقد تقرر في الأصول أن ذكر العام ببعض أفراده ليس بتخصيص، والله أعلم.
... س 131: هل سؤال القبر وعذابه ونعيمه يخص بمن قبر فقط أم ماذا؟