الأول: أن فهمكم هذا مخالف لما فهمه السلف وأجمعوا عليه فهو باطل لأنه مخالف للحق وما خالف الحق فهو باطل.
الثاني: أنه صرف للفظ عن دلالته الظاهرة إلى شيء آخر بلا دليل أو قرينة صارفة وقد تقرر أن الأصل هو البقاء على الأصل والظاهر حتى يرد الناقل.
الثالث: أنكم جعلتم في الكلام شيئاً محذوفاً والأصل عدم الحذف، وعدم التقدير، ومخالف الأصل عليه الدليل.
الرابع: أن أمر الله ورحمته نازلة بالليل والنهار فلم قيدتم نزولهما في هذا الوقت فقط؟ إن هي إلا أهواء أتبعتموها أنتم وأسلافكم ما نزل الله بها من سلطان.
الخامس: هل يتصور بالله عليكم أن يقول الأمر والرحمة والملك، من يسألني فأعطيه من يدعوني فأستجيب له من يستغفر فأغفر له، فهل يمكن أن يصدر هذا الكلام من أحدٍ إلا الله عز وجل، فهو الذي يعطي السائلين ويجيب الداعين ويغفر للمستغفرين فالقوم أصلاً لم يفكروا بعقولهم في عواقب تحريفهم هذا وإنما همهم كيف الفرار من إثبات هذه الصفة فقط فوقعوا فيما وقعوا فيه بسبب ذلك والله أعلم.
ج/ أقول هذا الوهم لا يرد إلا في ذهن من لم يقدر الله تعالى حق قدره ولم يعرف أنه تعالى العظيم في ذاته وصفاته وأفعاله، ومع ذلك فقد كشف أهل السنة النقاب عن هذا الوارد فقالوا جوابنا من وجهين: