هذه الأدلة الدلالة الصريحة على قبول توبة المذنبين والمسيئين من أهل البدع وغيرهم، وإذا كان صاحب الكفر والشرك إذا تاب منه وصدق في ذلك تاب الله عليه فلأن تقبل توبة المبتدع من باب أولى، وهذا فيه فتح باب للمذنبين أن لا يقنطوا من رحمة الله تعالى، ولا يتمادوا في معاصيهم، وفي الحديث (والتوبة تهدم ما كان قبلها) وهذا هو المعروف عن جماهير أهل السنة، وأما من صرح منهم بأنه لا توبة له فإنما يريد بذلك أنه لا يوفق لها غالبا وهذا صحيح، ولا يقصدون أنه لا تقبل منه إذا صدق فيها، فإن هذا الفهم مخالف لدلالة الكتاب والسنة، وحاشا السلف من مخالفة الكتاب والسنة، وإنما يقصدون ما ذكرته لك قبل قليل، والواجب حمل كلامهم جماعات ووحدانا على ما يوافق الكتاب والسنة، وبيان ذلك أن أول منازل التوبة العلم بقبح الفعل ليتوب منه والمبتدع يرى أنه على حق والصواب فكيف يتوب مما يراه صوابا وحقا في نفسه، ولهذا فالبدعة لا يتاب منها غالبا أي لا يوفق صاحبها غالبا للتوبة منها والله أعلم.
ج/ هذه المسألة من المسائل الدقيقة التي يختلف الحكم فيها باختلاف حال البدعة والمبتدع فأقول وبالله التوفيق: