.. ولابن ماجه عن أبي الطفيل قال: رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزير ابن الله، قالوا: وأنتم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد، ثم مررت على نفرٍ من النصارى فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله، قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد، فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت ثم أتيت النبي ? فقال: (( هل أخبرت بها أحدًا ) )؟ قلت: نعم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (( أما بعد فإن طفيلاً رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا: ما شاء الله وحده ) ).
... فهذه الأدلة فيها النهي عن قرن مشيئة الله تعالى بمشيئة أحد من الخلق، وعلة النهي عن هذا القول لأن فيه عطف مشيئة المخلوق على مشيئة الخالق جل وعلا بحرف الواو المقتضي للتشريك والمساواة بين المعطوف والمعطوف عليه، والمشروع في ذلك أن يقول العبد: ما شاء الله وحده، وإن قال: ما شاء الله ثم شئت فلا بأس، فهذان اللفظان لا محظور فيهما، والله أعلم.
... ج 84: ذكر أهل العلم - رحمهم الله تعالى - أن ظن السوء المراد في الآية عدة أمور: