.. الثاني: أنه مخالف لدلالة الكتاب والسنة؛ لأن نصوص الوحيين قضت قضاءً جازمًا أن الله تعالى هو خالق الأشياء كلها وأنه لا خالق إلا هو، وهم يقولون: العبد هو الذي يخلق فعله، وهذا معارضة ومناقضة للكتاب والسنة، ومفضٍ إلى تعطيل عموم نصوص خلق الله تعالى لكل شيء وما أفضى إلى تعطيل عموم نصوص خلق الله تعالى لكل شيء وما أفضى إلى ذلك فهو باطل، فدل ذلك على أنه مذهب باطل كل البطلان.
... الثالث: إن فيه نوع إشراك في الربوبية؛ لأن من مقتضيات الإيمان بتوحيد الربوبية الإيمان بعموم خلق الله تعالى لكل شيء، لا يخرج عن ذلك أي شيء من المخلوقات، فإذا قالوا: إن العبد هو الذي يخلق فعله فقد أثبتوا مع الله تعالى خالقًا آخر، وهذا شرك في الربوبية، وهو تشبه بقول المجوس الذين يقولون: إن للعالم صانعين النور والظلمة، فالنور خلق الخير، والظلمة خلقت الشر، ولذلك فقد ورد في بعض الأحاديث والآثار أن هؤلاء القدرية مجوس هذه الأمة لأنهم يضيفون خلق فعل العبد إليه ويزعمون أنه هو الذي خلقه، ومذهب يفضي إلى هذه النتيجة الباطلة بالاتفاق فإنه باطل بالاتفاق.
... الرابع: أن القدرية متناقضون، فإنهم يزعمون أن القرآن مخلوق استدلالاً بقوله تعالى: ? الله خالق كل شيء ?، ويقررون أن هذا العموم لا يمكن أن يخرج عنه شيء ثم هم يخرجون مع عقولهم العفنة، وأفهامهم المنكوسة، فأدخلوا في النص ما لم يدخل فيه بإجماع أهل السنة، وهذا دليل على أن مبنى قولهم هذا إنما هو التخرص والظنون الكاذبة والشهوات والهوى، ومذهب بني على هذا فإن حقه الاطراح وعدم الالتفات إليه، والله أعلم.
... ج 164: أقول: ذكر أهل العلم أن كتابة المقادير لها عدة أنواع وهي كما يلي: