فهرس الكتاب
الصفحة 58 من 614

.. ج 56: قد يكون هذا وقد يكون هذا، وذلك باختلاف اعتقاد معلقها، فإن كان يعتقد أنها تجلب الخير أو تدفع الشر بذاتها فهذا هو الشرك الأكبر وهو شرك في الربوبية، وإن كان يعتقد أن الله هو الذي يجلب الخير ويدفع الشر وأن هذه التمائم سبب من أسباب دفع البلاء أو جلب النعماء فهذا شرك أصغر، وذلك لسببين:

... أحدهما: أنه اعتقد سببًا ما ليس بسبب لا شرعًا ولا قدرًا.

... الثاني: أنه وسيلة للشرك الأكبر، وقد تقرر أن كل وسائل الشرك الأكبر فشرك أصغر، والله تعالى أعلى وأعلم.

... س 57: ما الرقى؟ وما أنواعها؟ مع بيان شروط الرقية الشرعية؟ وتوضيح ذلك بالأدلة؟

... ج 57: الرقى: هي التي تسمى العزائم، وهي قراءة القرآن والأدعية المباحة على المصاب بمرضٍ ونحوه.

... وهي نوعان: رقى شركية، ورقى شرعية.

... فأما الرقى الشركية، فهي ما كانت مشتملة على تمتمات غير معلومة المعنى أو اشتملت على الاستعانة والاستعاذة والاستغاثة بالشياطين ليرفعوا أثرهم عن المصاب ونحو ذلك، وهذا النوع لاشك في تحريمه وأنه من الشرك كما في الحديث السابق: (( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) )، والمراد هنا الرقى الشركية التي ضربت لك بعض الأمثلة عليها، وفي الحديث: (( اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا ) ).

... وأما الرقى الشرعية، فهي ما خلت عن الشرك، كالرقية بالقرآن والأدعية الصحيحة المباحة، وقد ثبت النص بالترخيص فيها كما في قوله: (( لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا ) )، وحديث: (( لا رقية إلا من عين أو حمة ) )، وقد رقى جبريل النبي ? بالحديث المعروف: (( باسم الله أرقيك ... ) )إلخ، وقال - عليه الصلاة والسلام - لجارية بها صفرة: (( استرقوا لها فإن بها النضرة ) )، وغير ذلك من الأدلة.

... وقد اشترط جمع كبير جدًا من العلماء حتى ذكرها بعضهم إجماعًا لندرة المخالف في ذلك للرقية الشرعية ثلاثة شروط:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام