.. وغير ذلك من النصوص، وقد ذكر كثير من أهل العلم أن الأحاديث في نزوله قد تواترت التواتر المعنوي، وممن صرح بذلك ابن جرير الطبري في تفسيره، وابن كثير في تفسيره، ومن المتأخرين الشيخ صديق خان، والشيخ الغماري وغيرهم، فالواجب الإيمان بذلك ولا يجوز تحريف هذه النصوص، أو دعوى أنها من الآحاد وأمور العقيدة لابد فيها من المتواتر، فإن هذا مسلك الهالكين من أهل البدع، والله أعلم.
... وأما الإجماع: فقد أجمعت الأمة - زادها الله شرفًا ورفعة - على نزول المسيح عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - ولم يخالف في ذلك أحد، إلا الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافهم ولا وفاقهم؛ لأنهم نكرات أوباش سفلة سقطة لا يعرفون معقولاً ولا يحترمون ويعظمون منقولاً، فلا نقل عندهم ولا عقل، ومن لا عقل ولا نقل عنده فإنه يكون من سقط المتاع الذي لا يؤبه بخلافه ولا بموافقته، والله أعلم.
... ج 336: أقول: أما سبب التسمية بذلك، ففيه أقول:
... فقيل: لأن زكريا - عليه السلام - مسح عليه عندما ولد. وقيل: لأنه يمسح الأرض أي يقطعها. وقيل: لأنه يمسح ذا العاهة فيبرأ. وقيل: إنها مأخوذة من السماحة.
... وقد سماه الله في القرآن بذلك في عدة آيات فقال تعالى: ? لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ?، وفي قوله تعالى: ? وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم ?، وفي قوله تعالى: ? إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ?، وغير ذلك من الآيات، وقد وردت السنة أيضًا بهذه التسمية، فنحن نقول كما قال ربنا وكما قال نبينا ?.