.. الثاني: أن أحاديث المهدي قد صح منها طرف كبير، ومع صحة الحديث فإنه يجب قبوله واعتماد مدلوله، ولا يشترط في إثبات الاعتقاد أن يكون النص متواترًا، فإن هذا مسلك المبتدعة، فلو أنه لم يصح في المهدي إلى حديث واحد فإنه يجب الإيمان به؛ لأن المتقرر عند أهل السنة أن أخبار الآحاد حجة كما بحثنا هذه القاعدة في كتابنا تحرير القواعد، فكيف وقد وصلت أحاديث - أعني أحاديث المهدي الصحيحة - إلى درجة التواتر المعنوي؟
... الثالث: اعلم أن خروجه علامة من علامات الساعة الكبرى، وبناءً عليه فيكون ذلك في آخر الزمان، ولكن بلا تحديد زمن بعينه لعدم ورود ما يصح بذلك، وإنما العلامة لخروجه امتلاء الأرض ظلمًا وجورًا كما صح بذلك الحديث السابق.
... الرابع: اعلم أننا متعبدون بالإيمان به وبما صح من اسمه ونسبه وصفاته، وبمبايعته لو خرج ونحن أحياء، إذا ثبت عندنا أنه المهدي الذي صحت به الأحاديث وثبتت به الآثار، ولا نكلف أنفسنا شيئًا لم نكلف به مما لا دليل عليه.
... الخامس: اعلم أن الرافضة المتهوكين يريدون أن يجعلوا هذا الفضل لإمامهم المزعوم في سرداب سامراء، فهم ينتظرون خروجه، فإن هذا نوع من الهذيان وقسط كبير من الخذلان وهوس شديد من الشيطان، والله أعلى وأعلم.
... ج 329: أقول: هذا الحديث رواه ابن ماجه والحاكم عن أنس يرفعه للنبي ?، ويجاب عنه بأنه حديث ضعيف لا يثبت مثله؛ لأن مداره على محمد بن خالد الجندي، وقد قال الذهبي: (( قال الأزدي: منكر الحديث ) ). وقال أبو عبدالله الحاكم: (( مجهول ) ). ثم قال الذهبي بعد روايته للحديث المذكور: (( وهذا خبر منكر ) )ا. هـ.