فهرس الكتاب
الصفحة 48 من 614

.. الأول: التوكل على الله تعالى في جلب الخيرات بأنواعها ودفع المضرات بأنواعها، وهذا من تمام الإيمان الواجب أي أنه لا يتم الإيمان إلا به، قال تعالى: ? وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ?، وقال تعالى: ? ومن يتوكل على الله فهو حسبه ?، وقال تعالى: ? وعلى الله فليتوكل المتوكلون ?.

... الثاني: توكل السر، ومعناه أن يتوكل على ميتٍ في جلب منفعة أو دفع مضرة، فهذا شرك أكبر؛ لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفًا خفيًا في الكون ولا فرق بين أن يكون ذلك الميت نبيًا أو وليًا أو غيرهما، وذلك كاعتماد أصحاب القبور على الأموات.

... الثالث: التوكل على الغير فيما يقدر عليه مع اعتماد القلب على ذلك الغير في حصول المطلوب أو دفع المرهوب، فهذا شعبة من الشرك، لكنه الشرك الأصغر وذلك لقوة تعلق القلب به.

... الرابع: التوكل على الغير فيما يقدر عليه ذلك الغير مع اعتماد القلب بكليته على الله تعالى واعتقاد أن ذلك إنما هو سبب في تحصيل الأمر المطلوب فقط، كمن ينيب غيره في أمرٍ تدخله النيابة، فهذا لا بأس به، وهو بهذا الاعتبار يأتي بمعنى الوكالة، فقد وكل يعقوب - عليه الصلاة والسلام - أبناءه في البحث عن أخيهم يوسف - عليه السلام - فقال: ? يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ?، وقد وكل النبي ? على الصدقة عمالاً وحفاظًا، ووكل في إثبات الحدود وإقامتها، ووكل علي بن أبي طالب في ذبح ما لم يذبح من هديه وأن يتصدق بجلودها وجلالها، وهذا جائز بالإجماع في الجملة.

... فتبين بهذا أن النوع الأول: هو حقيقة الإيمان وتمامه الواجب، وأن النوع الثاني: شرك أكبر، والثالث: شرك أصغر، والرابع: لا بأس به، والله أعلم.

... س 47: عرف الخوف؟ وما أنواعه؟ وحكم كل نوع؟ مع الدليل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام