.. الثالثة: نسبة المطر إلى النجم والمواسم نسبة توقيت فقط لا نسبة إيجاد ولا سبب، وإنما يقول: إذا حل الوسمي أو ظهر النجم الفلاني فهذا زمان المطر أو وقته، لكن من غير ربط زائد على مجرد التوقيت، فهذا لا بأس به وهو المشهور عند العامة في بلادنا وغيرها، وهو مجانب كل المجانبة لنسبة أهل الشرك والضلال.
... فهذا هو التفصيل في هذه المسألة، والله أعلم.
... ج 73: التطير مصدر تطير يتطير تطيرًا، مأخوذ من الطير، وأصله معرفة الخير والشر بدلالة الطير وهو التشاؤم بالطير.
... والتطير شرعًا: التشاؤم بالمكروه من مسموع أو مرئي أو معلوم أو زمان أو مكان.
... فمثال التطير بالمسموع: أن يقصد الإنسان سفرًا فيسمع أحدًا يقول: يا خاسر أو يا خائب فيثنيه ذلك القول عن سفره اعتقادًا منه أنه علامة على أن سفره هذا سيكون خاسرًا أو خائبًا أو فيه شيء من العقبات والصعاب.
... ومثال التطير بالمرئي: أن يريد الإنسان الزواج من بيت ما فيرى البومة على هذا البيت فيتشاءم من أهله ويعتقد أنهم أهل شؤم ويصده ذلك المرئي عن قصده الذي أراده، أو يرى البومة مثلاً على بيت من البيوت فينعقد في قلبه أنه سيصيب أهل ذلك البيت شيء من المكروه من موتٍ أو مصيبة.
... ومثال التطير بالزمان: أن يصيبه مثلاً في يومٍ أو شهر معين من السنة مصيبة من حادث أو خسارة تجارة فيصير كلما جاء ذلك اليوم أو الشهر يعطل معاشه ولا يذهب إلى حانوته اعتقادًا منه أنه لو فعل لأصابه كما أصابه فيما مضى، ومن ذلك تطير أهل الجاهلية بشهر صفر - كما سيأتي إن شاء الله تعالى -، ومنها تشاؤم بعض الدول بيوم احتلالهم فترى أحوالهم الاجتماعية تتغير في ذلك اليوم ونحو ذلك.