.. والخلاصة: أن مدار الولاء على المحبة، ومدار البراء على البغض، وأرجو منك أن تعيد قراءة هذا الجواب وتتفكر فيه، فإنه ثلاثة أرباع هذا الباب، والله الموفق والهادي إلى الصواب، والله أعلى وأعلم.
... ج 310: أقول: إن مفهوم البراء في الشريعة الإسلامية والعقيدة السلفية عقيدة أهل السنة والجماعة تقتضي بغض أعداء الله تعالى ومعاداتهم والتبري منهم والتجافي عنهم ومصارمتهم وعدم التودد لهم بقولٍ أو فعل أو إشارة، ومجاهدتهم بكل أنواع الجهاد بالقلب واللسان واليد والسيف والقلم، فنجاهد كل طائفة منهم بما يناسبها من الجهاد، وأن لا نتشبه بهم فيما هو من عاداتهم وعباداتهم وهجرهم وفضح أستارهم وكشف مخططاتهم وإدخال الغيظ في قلوبهم، وإهانتهم وعدم إكرامهم والحط من قدرهم واضطرارهم إلى أضيق الطريق، وعدم بداءتهم بالسلام، وألاَّ يروا منَّا فعلاً أو يسمعوا قولاً يوجب دخول السرور على قلوبهم، ومحاصرة اقتصادهم ومحاولة تضييق مجالات التعامل معهم حتى لا يستفيدوا من أموال المسلمين ويقاتلونهم بها وتكون أموالنا عونًا لهم علينا، وأن لا تكون بيننا وبينهم علاقات وصداقات ودية، فإن هذا منافٍ لمعنى التبري منهم، بل الواجب قطع العلاقات معهم إلا فيما اضطررنا إليه ولم نجد بدًا من التعامل معهم فيه، فلا بأس ولكن الضرورة تقدر بقدرها.
... وبالجملة: فكل ما من شأنه أن يكون برهانًا على صدق البغض القلبي الذي عليه مدار البراء فإنه داخل في مفهومه، والله أعلم.
... س 311: ما الولاء الذي يريده الله منا؟ مع بيان ذلك بالدليل، وتوضيح المراد من كل واحدٍ منها بأدلته؟