ج/ يعتقد أهل السنة والجماعة أن الله جل وعلا ينزل في ثلث الليل الآخر نزولاً يليق بجلاله وعظمته وأنه من الصفات الفعلية وقد تواتر الدليل من السنة بإثباته فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا عز وجل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يسألني فأعطيه من يدعوني فأستجيب له من يستغفرني فأغفر له) وقد روى هذا الحديث عدة من الصحابة منهم أبو سعيد الخدري وجابر بن عبدالله ورفاعة بن عرابه الجهني وجبير بن مطعم وعثمان بن أبي العاص وأبي الدرداء وعلي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود وأبن عباس وأم المؤمنين عائشة وأم سلمة وعبادة بن الصامت وغيرهم رضي الله عنهم وأرضاهم بألفاظ مختلفة لكنها متفقة في إثبات صفة النزول لله تعالى فيجب الإيمان بها وتفويض كيفيتها إلى الله عز وجل
قال الناظم:
والله ينزل دون كيف يا فتى نحو السماء إذا مضى الثلثان
فيقول هل من سائل فأجيبه هل من منيب طالب الغفران
وعلى إثباتها أجمع أهل السنة والجماعة فنثبتها لله جل وعلا من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ونقول أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
ج/ المبتدعة أبعدهم الله تعالى قد أبت نفوسهم قبول وصف الله تعالى بهذه الصفة ورأوا بأفهامهم الفاسدة وعقولهم الكاسدة أن إثبات ذلك لله تعالى يوجب اتصافه بالنقص ففروا من إثباتها إلى تحريفها وتعطيلها فقالوا: إن إضافة النزول إلى الله تعالى إضافة مجازية لا حقيقة وإنما الذي ينزل أمره أو رحمته أو ملك من الملائكة، وأما الله تعالى فإنه منزه عن النزول، وهذا هو شأنهم في سائر الصفات التي لا تتوافق مع مذاهبهم وعقولهم , فقال أهل السنة جوابنا على ما قلتموه من عدة أجوبة: