فهرس الكتاب
الصفحة 282 من 614

وعن شداد بن معقل أن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: (لينتزعن هذا القرآن من بين أظهركم ' فقال له شداد بن معقل: يا أبا عبدالرحمن كيف ينتزع وقد أثبتناه في صدورنا وأثبتناه في مصاحفنا، فقال ابن مسعود يسرى عليه في ليلة فلا يبقى في قلب عبدٍ منه ولا مصحف منه شيء ويصبح الناس فقراء كالبهائم ثم قرأ عبدالله {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا} وإسناده صالح، وهذان الأثران لا يقال مثلهما بالرأي لأنه من أمور الغيب فلهما حكم الرفع، وقول السلف(منه بدأ) فيه رد على الجهمية الذين قالوا: بدأ من غيره، وقولهم (وإليه يعود) فإنه يسرى به في آخر الزمان من المصاحف والصدور فلا يبقى في الصدور منه كلمة ولا في المصاحف منه حرف، قاله شيخ الإسلام أبن تيميه رحمه الله تعالى فهذا اعتقادنا في القرآن الكريم، أنه كلام الله تعالى وأنه منزل غير مخلوق وأنه من الله بدأ وإليه يعود وهذا ما نعتقده بقلوبنا وننطقه بألسنتنا وندرسه لطلابنا في الحلقات والمدارس. والله أعلم.

ج/ لا يصح إطلاق القول بهذا ولا بهذا، ولا التحدث به أصلاً بل الواجب السكوت عنه وعدم الخوض فيه، وهذا هو الأسلم للمرء في دينه لكن إذا ابتليت بمن يسأل عنه أو ثارت فتنة في زمنك قيل فيها أحد هذين القولين فأجب بما يلي:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام