الرابع: أن ذلك ممتنع كل الامتناع في قوله {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} وقوله {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} فإن القدرة والنعمة لا يصح أن تأتي مثناة.
الخامس: أنه لو كان المراد باليد القدرة لما كان لآدم عليه السلام فضل على إبليس لعنه الله إذ أن إبليس خلق بقدرة الله تعالى فأنظر كيف لبس إبليس على هذه الطوائف لينكروا ما تميز به أبوهم عليه حسداً وبغضاً وحقداً لآدم وبنيه، والله أعلم.
ج/ أقول: نعوذ بالله تعالى من أن نقول في صفات الله تعالى شيئاً لا دليل عليه، وبناءً عليه فهذا السؤال فيه فرعان:
الأول: الكف فنحن يصف الله تعالى بأن له كفاً يليق بجلاله وعظمته لا تماثل كفوفنا والاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في المسمى، والدليل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم (إن أحدكم ليتصدق بالتمرة إذا كانت من الطيب ولا يقبل الله إلا طيباً فيجعلها الرحمن في كفه فيربها كما يربي أحدكم مهره أو فصيلة حتى تعود في يده مثل الجبل) وهو في الصحيح، والشاهد من قوله"في كفه"ففيه إضافة الكف لله تعالى، وفي رواية"إلا وهو يضعها في كف الرحمن"فنحن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل نقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} .