.. أي أنك إذا حكيت كيفية صفةٍ من صفات الله تعالى - أعاذنا الله من ذلك - فلا يخلوا إما أن تقرنها بشيء مشاهد محسوس، فهذا هو التكييف والتمثيل، تكييف لأنك تحكي الكيفية وتمثيل لأنك قرنتها بمماثل، وأما إذا حكيت الكيفية ولم تقرنها بمماثل مشاهد معروف لنا فإن هذا تكييف فقط، فصح بذلك قولنا: كل تمثيل فهو تكييف، وليس كل تكييف تمثيلاً.
... وإن شئت الاختصار فقل: التكييف: حكاية كيفية الصفة من غير قرنٍ بمماثل، والتمثيل: حكاية كيفية الصفة مع قرنها بمماثل، والله يتولانا وإياك.
... ج 185: بل الأفضل هو أن نقول: (من غير تمثيل) وذلك لأمرين:
... الأول: أن هذا هو المتوافق مع لفظ القرآن، فإن الله تعالى قال: ? ليس كمثله شيء ?، وقد تقرر أن متابعة ألفاظ النصوص في أبواب الاعتقاد وأخص منه في باب الأسماء والصفات أسلم وأبعد عن الاختلاف والتناقض وهو من كمال المتابعة.
... الثاني: أن نفي التشبيه لا يخلو إما أن يراد به نفي التشبيه المطلق فهذا لم يقل به أحد من بني آدم، وإما أن يكون نفي مطلق التشبيه وهذا ممتنع إذ ما من شيئين موجودين إلا وبينهما نوع اشتباه، وذلك في الاسم المطلق عن الإضافة ونعني به مسمى الوجود ن ونفي هذا القدر حقيقته نفي الصفة، فصار الأسلم هو التعبير بما جاء في القرآن، والله تعالى أعلى وأعلم.
... س 186: ما معنى قول أهل السنة في النفي: (مع إثبات كمال الضد) ؟
... ج 186: معناه أن تعرف أن أهل السنة - رحمهم الله تعالى - لهم في النفي نقطتان:
... الأولى: أنهم ينفون هذه الصفة المنفية كصفة الظلم مثلاً.