فهرس الكتاب
الصفحة 25 من 614

.. فأقول: إن السبب هو الغلو في الصالحين والأولياء الذي وقع في عهد نوحٍ - عليه الصلاة والسلام -، كما ورد ذلك في الصحيح من قول ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير قوله تعالى: ? وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودًا ولا سواعًا ولا يغوث ويعوق ونسرًا ? فقال: (( هذه أسماء رجالٍ صالحين فلما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ) ). وقال ابن القيم: (( قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم وصوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم ) )ا. هـ.

... وهذا الأمر لا يزال يقع فيه الكثير من بني آدم من تعظيم قبور الأولياء والصالحين وشهرة الأمر تغني عن ضرب المثال له، فالسبب إذًا هو الغلو في الصالحين، ولذلك قال الإمام المجدد - رحمه الله تعالى - في كتاب التوحيد: (( باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين ) )، وقال أيضًا: (( باب ما جاء في أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانًا تعبد من دون الله تعالى ) )، وقال أيضًا: (( باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده ) ).

... وهذه التراجم المهمة ينبغي تدبرها وفهمها حق فهمها فإنها برد اليقين وفيها بيان السبب الذي أوقع الشرك في ابن آدم، والله أعلم.

... س 23: عرف الغلو؟ مع بيان بعض الأدلة التي حذرت منه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام