.. ج 23: الغلو هو مجاوزة الحد والإفراط فيه، فإذا قيل: الغلو في الصالحين أي مجاوزة الحد فيهم بحيث يضفى عليهم من الصفات التي هي من خصائص الله تعالى ويعتقد أنهم يجلبون خيرًا أو يدفعون شرًا، وإذا قيل الغلو في القبور أي مجاوزة الحد فيها بحيث يفعل بها أو عندها ما هو خارج عن حد الشريعة وهكذا، قال تعالى: ? يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ? وهذا نهي لهم وإخبار لنا عن السبب الذي أوقعهم فيما وقعوا فيه، وقال - عليه الصلاة والسلام: (( إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو ) )، وقال - عليه الصلاة والسلام - محذرًا من الغلو فيه: (( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) )، وقال - عليه الصلاة والسلام - محذرًا أمته من السير على نهج الأمم قبلها: (( ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور الأنبياء مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ) )، وقال - عليه الصلاة والسلام: (( قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) )متفق عليه وزاد مسلم: (( والنصارى ) )، قالت عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا. وقال - عليه الصلاة والسلام - لأم حبيبة وأم سلمة لما ذكرتا له كنيسة بأرض الحبشة: (( أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجد وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله ) )، وقال - عليه الصلاة والسلام: (( اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) )، وفي السنن من حديث ابن عباس: أن النبي ? لعن زائرات القبور والمتخذين لها المساجد والسرج، وروى مسلم من حديث أبي مرثد الغنوي قال: قال رسول الله ?: (( لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها ) ).