... ج 2: نعم، بل طوائف كثيرة خالفت منهج الكتاب والسنة، فأهل الكلام المذموم لا يأخذون معتقدهم إلا من عقولهم العفنة المنتنة، فما وافق عقولهم من النقول أخذوه واعتمدوه وما خالفه ردوه واتهموه، فتارة يردونه؛ لأنه خبر آحاد، وتارة يردون المعنى بالتحريف الذي يسمونه تأويلاً، فالعقل عندهم مقدم على النقل، فيثبتون ما أثبتته عقولهم وإن لم يكن عليه دليل، ويردون ما ترده عقولهم وإن كانت عليه الأدلة المتواترة.
... ومثال آخر: الرافضة، فإنهم اعتمدوا في أخذ معتقداتهم على المرويات والنقول المكذوبة على آل البيت ?.
... ومثال آخر: الصوفية، فإنهم اعتمدوا في أخذ معتقداتهم على الدجل والخرافة والأحاديث الموضوعة المختلقة والأحلام والمنامات التي لا خطام لها ولا زمام، وما يدعونه من المكاشفات وخوارق العادات التي هي في حقيقتها أحوال شطانية وخرافات إبليسية ضلل بها جبلاً كثيرًا؛ لأنهم لا يعقلون ولا من الكتاب والسنة يصدرون.
... والأمثلة كثيرة، وإذا أردت أن تعرف حقيقة ذلك فاسمع إلى قوله ?: (( وستفترق أمتي علا ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ... ) )الحديث، فهذا الكم الهائل من الفرق كلها ضلت في أمور العقيدة؛ لأنها لم تعتمد في أخذها على كتاب ربها وسنة نبيها ?، والله أعلم.
... س 3: مَنْ أهل السنة والجماعة؟ وما أبرز صفاتهم؟
... ج 3: أهل السنة والجماعة: هم السلف والطائفة المنصورة وأهل الحديث والأثر والفرقة الناجية، وهم الذين اجتمعوا على الأخذ بكتاب الله تعالى وسنة الحبيب ? باطنًا وظاهرًا في الاعتقادات والأقوال والأعمال، وعلى رأسهم صحابة النبي ? والتابعون وتابعوهم بإحسان، الذين هم خير القرون لقوله ?: (( خير القرون القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) )وهو في الصحيح.