فلا يذكر، وينتهي الأمر إلى خاتم الأنبياء وأفضل المرسلين صلى الله عليه وسلم فيقول: أنا لها، فيشفع عند ربه فيفصل بين الناس في القضاء، وهذه الشفاعة المقام المحمود الذي يحمده فيه الأولون والآخرون كما قال الله تعالى (( عيسى أن يبعث ربك مقامًًا محمودا ) )وكما ذكرت أن هذه الشفاعة خاصة به صلى الله عليه وسلم والله أعلم.
ج/ المقصود بها أن أهل الجنة إذا جاءوا إليها وجدوا أبوابها مغلقة ويكون أول من يفتح له النبي صلى الله عليه وسلم فيدخلها وقد دخل بعده أمته ثم بقية الأمم، ودليلها حديث أنس عند مسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك) وفي لفظ له (أنا أول شفيع في الجنة) والله أعلم.
ج/ المراد بها شفاعة تخفيف لا إخراج وهي خاصة بأبي طالب فقط وإلا فالأصل في عموم الكفار والمشركين أنهم لا تنفعهم الشفاعة ولا يأذن لأحد أصلاً بالشفاعة فيهم كما قال تعالى (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) )، ففي الصحيح عن العباس بن عبد المطلب أنه قال (يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال (نعم هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار، وفي لفظ(وجدته في غمرات من النار، فأخرجته إلى ضحضاح) وفي الصحيح أيضاً من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عند عمه أبو طالب فقال: (لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه) وللبخاري (يغلي من أم دماغه) ولمسلم عنه مرفوعاً (إن أدنى أهل النار عذاباً من ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه) والله أعلم.