فهرس الكتاب
الصفحة 144 من 614

.. الثامن: أننا مأمورون ومتعبدون بمتابعة النص من إثبات ما أثبته ونفي ما نفاه وتصديق ما أخبر به، هذه هي الحكمة من خلقنا، فالنص هو المقدم في كل شيء، فالنص مقدم على العقل والعقل تابع له، والنص مقدم على الهوى والهوى تابع له، والنص مقدم على الحس والحس تابع له، والنص مقدم على قول كل أحدٍ وقول كل أحدٍ تابع له، هذا طريق من أراد السلامة في دينه، وأما من عكس الأمر فلن يجني إلا الضلال والتردد واضطراب النفس والتكذيب وكثرة الشك والحيرة - عافانا الله وإياك -.

... وهذه القضية من هذه القضايا التي يجب فيها تقديم النص على الحس، فحيث أثبت النص عذاب القبر ونعيمه وجب متابعته في الإثبات من غير مراجعة الحس هل وافقه أم لا؟ والله أعلم.

... س 134: ما القضية الرابعة من قضايا اليوم الآخر؟ مع بيان وجه دلالة النقل على إثباتها.

... ج 134: القضية الرابعة من مقتضيات الإيمان باليوم الآخر: الإيمان الجازم الذي لا يعتريه شك بالبعث ومعاد الأجساد وقيام الناس من قبورهم لرب العالمين حفاةً عراة غرلاً، وهي من الأمور الكبار التي اشتد إنكار الكفار لها، ولذلك فإن القرآن نوع الاستدلال لهذه القضية بما لا يدع مجالاً للشك في إثباتها ودونك هذه الأوجه مقرونة بأدلة، فأقول وبالله التوفيق:

... الأول: التصريح به بلفظه والإقسام على ذلك، كما في قوله تعالى: ? زعم الذين كفروا ألَّنْ يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئن بما عملتم وذلك على الله يسير ?، وذلك في آيات كثيرة.

... الثاني: الاستدلال على المعاد بالمبدأ، قال تعالى: ? وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ?، وقال تعالى: ? كما بدأنا أول خلقٍ نعيده ?، وقال تعالى: ? وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ?.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام