.. الثالث: الاستدلال على المعاد وبعث الأجساد بالقدرة على خلق الأشياء الكبيرة، وهذا قياس أولوي وهو حجة بالاتفاق إلا من شذ، كما قال تعالى: ? أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادرٍ على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ?، وقال تعالى: ? لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون ?، وقال تعالى: ? أأنتم أشد خلقًا أم السماء بناها. رفع سمكها فسواها. وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ?، ونحو ذلك من الآيات.
... الرابع: الاستدلال على ذلك بالوقوع، كما في قصة الغلام الذي قال الله فيه: ? فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ?، وكما في قصة عزير وحماره المذكورة في قوله تعالى: ? أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ? الآية بتمامها، وكما في قوله تعالى بعدها: ? وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا ثم ادعهن يأتينك سعيًا واعلم أن الله عزيز حكيم ?، وكما في معجزة نبي الله عيسى - عليه الصلاة والسلام - فإنه كان يحيي الموتى ويخرجهم من قبورهم بإذن الله تعالى، قال تعالى: ? وإذ تخرج الموتى بإذني ?، ومنه قوله تعالى: ? ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ... ? الآية، والله أعلم.
... الخامس: الاستدلال على ذلك بالإخبار بتمام القدرة الكاملة، كما قال تعالى: ? وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض إنه كان عليمًا قديرًا ?، وقال تعالى في آيات كثيرة: ? إن الله على كل شيء قدير ?، وقال تعالى: ? إنما قولنا إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ?.
... فهذه بعض الأوجه التي تعرض من خلالها قضية البعث والإعادة، والله أعلم.