.. الأول: زينة للسماء، قال تعالى: ? إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ?.
... الثاني: رجومًا للشياطين، قال تعالى: ? وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين ?.
... الثالث: علامات يُهتدى بها، قال تعالى: ? وعلامات وبالنجم هم يهتدون ?.
... وقال البخاري في صحيحه: قال قتادة: خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به، والله أعلم.
... ج 81: سب الدهر محرم وجريمة وفاعله مستحق للعقوبة البليغة التي تردعه عن مثل هذه الأقوال، ففي الصحيح عن أبي هريرة ? عن النبي ? قال: (( قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) )، وفي رواية: (( لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ) )، فدل ذلك على أن سب الدهر من الألفاظ التي لا تجوز فالتخلص منه واجب واستعمالها منافٍ لكمال التوحيد، ولأن سابه يعود على الله بالإيذاء لأنه هو مصرف الدهر ومجري الليالي والأيام ومقدر ما فيها من الحوادث، وسب المخلوق سب لخالقه، ولأن سب الدهر سب لما لا يستحق السب لأن الدهر خلق مسخر لا يملك نفعًا ولا ضرًا، ومن سب من لا يستحق السب عاد سبه إليه، ولأن سبه متضمن للشرك فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع أو أنه المحدث لهذا الضر والنفع، ولأنه مناف للاعتقاد الصحيح وهو أن الزمن يُفْعَلُ فيه لا أنه هو الفاعل بذاته ولا أنه سب لما يقع فيه من الحوادث فسبه محض اعتداءٍ وتسلط وقلة أدبٍ وجرأة على مقام الربوبية.
... ومثال ذلك قول شاعر الجاهلية:
يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدًا
... ... وأنت والد سوءٍ تأكل الولد
... ومنه أيضًا قول بعضهم:
قبحًا لوجهك يا زمان فإنه
... ... وجهٌ له في كل قبح برقع