.. السادس: الإيمان الجازم بأن رسالته ? رسالة عامة للثقلين الإنس والجن، قال تعالى: ? وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرًا ونذيرًا ?، وقال تعالى عن من آمن منهم بعد سماع القرآن أنهم قالوا لقومهم: ? يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم. ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض ... ? الآية، وقال ?: (( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) )، والله أعلم.
... ج 116: أقول: قول المسلمين هو أن النبوة مبناها على الاصطفاء والاختيار وهو عائد إلى الله تعالى، قال تعالى: ? الله أعلم حيث يجعل رسالته ?، وقال تعالى: ? الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس ?، وهي داخلة في عموم قوله تعالى: ? وربك يخلق ما يشاء ويختار ?.
... وأما القول بأنها مكتسبة فإنه كفر وخروج عن الملة؛ لأنه مكذب للنص الصريح القاطع، ولأنه يفضي إلى ادعاء النبوة بعده ?، وقد قال تعالى: ? ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ?، وقال - عليه الصلاة والسلام: (( وختم بي النبيون ) )، وقال: (( سيكون بعدي ثلاثون دجالون كذابون كلهم يزعم أنه رسول الله وأنا خاتم الأنبياء لا نبي بعدي ) )، فالقول بأنها مكتسبة من هذيان الفلاسفة وتخريفاتهم وأباطيلهم، وما هي بأول كفرياتهم، والله المستعان وهو أعلى وأعلم.
... س 117: ما الفرق بين النبي والرسول؟ مع تفصيل الإجابة بالدليل والتعليل.
... ج 117: الفرق المشهور هو أن النبي من بعث بشرع ولم يؤمر بإبلاغه، والرسول من أوحي إليه شرع وأمر بإبلاغه، ولكن هذا الفرق فيه نظر من عدة وجوه: