فهرس الكتاب
الصفحة 417 من 614

مقعد صدق عند مليك مقتدر والله أعلم

ج/ مذهبهم في ذلك أفضل المذاهب على الإطلاق لأن مبناه على تعظيم قدرة الصحابة وعلو منزلتهم في قلوبهم، فما من فرقة عظمت الصحابة كأهل السنة، وما فرقة عرفت للصحابة فضلهم ومنزلتهم كأهل السنة ولذلك فهم يعتقدون وجوب السكوت وحبس اللسان وعدم الخوض فيما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم مع الاعتقاد الجازم أنهم فيما وقع بينهم مجتهدون وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المجتهد المصيب له أجران والمخطئ له أجر واحد فهم رضي الله عنهم دائرون بين الأجرين والأجر فالمصيب منهم له أجران والمخطئ له أجر واحد فهم مأجورون على كل حال، ويعتقد أهل السنة أيضا أن غالب المرويات في الخلافة بينهم كذب وزور وكثير منه ضعيف من جهة سنده، والصحيح منه نزر قليل يسير هم فيه مجتهدون ونشهد أن لهم من الفضائل والمحاسن ما يوجب مغفرة ما صدر من بعضهم من الخطأ إن صح عنه ذلك ونشهد بالله انهم أحق الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن هذا الخلاف لم يدخل فيه غلا نزر يسير منهم، وأنهم بشر لا ملائكة، وأن العصمة إنما هي في إجماعهم لا في قول آحادهم مع مخالفته غيره له، ولا ندخل في هذا الخلاف، ونقول: كما أن الله تعالى عصم أيدينا منهم، فلنحرص على عصمة ألسنتنا منه ونعوذ بالله من أن نجعل صحابة الحبيب صلى الله عليه وسلم فاكهة مجالسنا بالجرح والتثريب بل نفديهم بأرواحنا وقلوبنا وأموالنا وكل ما نملكه ولا يُمَسَّا أحدهم بسوء أو طعن ولا نقول إلا كما قال ربنا جل وعلا (( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) )والله ربنا أعلى وأعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام