.وهاأنذا أشرع في طرح مسائله بطريقة جديدة محببة للنفوس سهلة المأخذ عظيمة الفائدة جميلة العائدة، وهي طريقة السؤال والجواب، ولست في هذه الطريقة حائز قصب السبق، فإنه قد سبقني لها الأكابر الفضلاء الأجلاء أهل المنازل العالية والمراتب السامية، وإنما قصدي بها التشبه بهم عسى أن أحشر معهم فإن (( من تشبه بقومٍ فهو منهم ) )، رفع الله نزلهم وأجزل لهم الأجر والمثوبة وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، ورحم الله أمواتهم وغفر لهم وجمعنا بهم في الجنة، وثبت أحياءهم على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولا حرمنا الله بركة الانتفاع بعلمهم، وعسى أن لا أفسد عليهم أو أكون بهذه الكتابة متطفلاً عليهم، فأعوذ بالله عز وجل من زلل البنان واللسان، وأسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يهديني سواء السبيل وأن يمن علي بالقول الأحسن.
وأسميت هذه الوريقات (إتحاف أهل الألباب بمعرفة التوحيد والعقيدة في سؤال وجواب) ، فيا رب أسألك باسمك الأعظم الذي لا يرد من سألك به أن تعين عبيدك الضعيف على إتمامه على أكمل الوجوه وأتم الطرق وأن تنزل فيه البركة تلو البركة وأن تجعله عملاً خالصًا لوجهك الكريم لا أرجو به مدحًا ولا ثناءً من أحد من خلقك، وأن ترزقه القبول العام وأن تجعله مرجعًا في هذه المسائل، ويا رب أعوذ بوجهك ذي الجلال والإكرام أن تجعله وبالاً عليَّ، وارحم ضعفي وعجزي وقلة علمي وفهمي واغفر لي تقصيري وزللي إنك أنت أرحم الراحمين.
... وإلى المقصود والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.