فهرس الكتاب
الصفحة 306 من 614

الأول: أن حرف (في) في الآية والحديث لا يراد به الظرفية وإنما يقصد به أنه بمعنى (على) ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى قال عز وجل (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) (طه: من الآية 71) والمراد عليها، وقال تعالى (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ) (التوبة: من الآية 2) والمراد عليها، فقوله تعالى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) (الملك: من الآية 16) أي على السماء هذا الجواب الأول.

الثاني: سلمنا أن المراد بـ (في) الظرفية لكن لا نسلم أن المراد بالسماء هذه الأطباق السبعة بل المراد بها العلو فإن كل ما علاك فهو سماء، ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى قال عز وجل في وصف الشجرة الطيبة (ٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) (إبراهيم: من الآية 24) أي في العلو، وقال تعالى (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً) (الفرقان: من الآية 48) والمطر ينزل من السحاب فسمي السحاب سماء لعلوه، فقوله تعالى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) أي من في العلو، والله له العلو المطلق جل وعلا، وبهذين الجوابين لا يبقى ثمة إشكال ولله الحمد والمنة والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام