.. الثالث: الاستعاذة بغير الله تعالى فيما يقدر عليه المستعاذ به، فهذا لا بأس به وليس من العبادة في شيء، لكن ينبغي أن يعلم أن المعيذ في الحقيقة هو الله تعالى وأن هذا إنما هو سبب فقط، ودليل جواز ذلك قوله ? في ذكر الفتن: (( من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأً أو معاذًا فليعذ به ) )متفق عليه، وقد بين ? هذا الملجأ والمعاذ بقوله في رواية مسلم: (( فمن كان له إبل فليلحق بإبله ) )، وفي صحيح مسلم أيضًا أن امرأة من بني مخزوم سرقت فأتي بها النبي ? فعاذت بأم سلمة ... الحديث، وفي صحيح مسلم أيضًا عن أم سلمة - رضي الله عنها - عن النبي ? قال: (( يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث ... ) )الحديث.
... ج 44: الاستعاذة بالصفة جائزة باتفاق أهل السنة والجماعة.
... ودليل ذلك الحديث السابق عند البخاري في قوله تعالى: ? قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم ... ? الآية، ويقول - عليه الصلاة والسلام - بين ذلك: (( أعوذ بوجهك ) )، وفي الحديث فيمن آلمه شيء من بدنه فليضع إصبعه عليه وليقل: (( بسم الله، بسم الله، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر(سبعًا ) ))، وروى مسلم في صحيحه عنه ? أنه كان يقول: (( وأعوذ برضاك من سخطك ) )، وفي الحديث في دعاء الصباح والمساء: (( وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ) )، وقال - عليه الصلاة والسلام: (( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) ).
... فهذه النصوص فيها الاستعاذة بالوجه والعزة والقدرة والعظمة والكلام والرضا، وهي من الصفات الثابتة بالكتاب والسنة، فدل ذلك على جواز الاستعاذة بصفاته جل وعلا، والله أعلم.
... س 45: عرف الاستعانة والاستغاثة؟ وما أقسامها؟ وحكم كل قسم مع بيان دليل ذلك.
... ج 45: الاستعانة طلب العون، والاستغاثة طلب الغوث، وكل منهما ينقسم إلى أقسام: