فهرس الكتاب
الصفحة 313 من 614

ج/ لا، لا يمكن هذا أبداً، ولذلك فإن أهل السنة رحمهم الله تعالى قرروا في ذلك قاعدة عظيمة وهي قولهم: (لا يتعارض نص صحيح، وعقل صريح) ويقصدون العقل الصريح أي السليم من الآفات الدخيلة على العقل، وقد ألف فيها أبو العباس تقي الدين كتابه الكبير، ورد تعارض العقل والنقل فأتى فيه بما لم يأت به أحد، جزاه الله خيراً ورفع نزله في الفردوس الأعلى وحشرنا وإياه في زمرة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإذا وجد ما يوهم التعارض فانظر أولاً في صحة النقل، أعني إذا كان من السنة فإذا ثبتت صحته فانظر في صراحة العقل وسلامته من الآفات الدخيلة عليه، فإذا توفر الأمران فإنه أبداً لا يمكن أن يتعارض النقل مع العقل، فإن الذي أنزل النص هو الذي خلق العقل وهو أصدق حديثاً وأحسن قيلاً من خلقه، والنقل ما نزل إلا لهداية العقل وإخراجه من ظلمات الشرك والبدعة والغفلة والمعصية إلى نور التوحيد والسنة والطاعة فكيف يجعل معارضاً له، ولذلك فإنه لا يدعي وجود هذه المعارضة إلا أهل البدع، وأما أهل السنة فإنه لا يعرف عنهم في ذلك حرف واحد، والله أعلم.

ج/ أقول: هذه المسألة لا تخلو من حالتين:

الأولى: أما الأسماء الخاصة به جل وعلا كـ (الله) و (رب العالمين) و (الرحمن) و (الإله) ونحوها فإنه لا يجوز التسمي بها قولاً واحداً، لأنها لا يصح أن تطلق إلا عليه جل وعلا إذ لا يستحقها غيره عز وجل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام