فهرس الكتاب
الصفحة 314 من 614

الثانية: بقية الأسماء كالرحيم والكريم والعزيز والسميع والبصير ونحوها، فهذا يجوز التسمي بها بشرطين، شرط أصلي لازم، وشرط تكميلي، فأما الشرط الأصلي اللازم فألا يراعى في التسمية معنى الصفة، أي لا يسمي أحد بالكريم لأن من صفاته البارزة الكرم، ولا يسمى أحد بالقوي لأن من صفاته البارزة القوة، ولا يسمى أحد بالجواد لأن من صفاته الجود، ولا يسمى أحد بالحكم لأن من صفاته البارزة فصل الحكومات بين الناس والرضا بحكمه، وهكذا فإذا روعي في التسمية معنى الصفة فإنه يمنع ودليل حديث أبي شريح وأنه كان يكنى أبا الحكم فلما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن علة ذلك قال: إني إذا اختصم قومي حكمت بينهم فرضوا بحكمي، فقال (ما أحسن هذا، فكم لك من الولد، فعدهم وذكر أن أكبرهم شريح، فقال: أنت أبو شريح) حديث صحيح، فقد غير النبي صلى الله عليه وسلم كنيته لأنه روعي أو نقول: روقب فيها معنى الصفة، مع أن من أصحابه من كان اسمه الحكم، كالحكم بن هشام رضي الله عنه وأرضاه، ولم يغيره النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يراقب فيه معنى الصفة، فهذا دليله من الأثر، وأما النظر فلأن ذلك فيه لزوم الأدب مع الله تعالى وسلوك مسلك المتعبدين المتواضعين الذين يقدرون الله تعالى حق قدره وفيه احترام لأسمائه وصفاته جل وعلا وتعظيمها وهذا من تعظيم من تسمى واتصف بها عز وجل ولأنه إذا رضى بذلك فإن ذلك نوع مضاهاة لله تعالى في أسمائه وصفاته جل وعلا، فهذا الشرط كما ذكرت لك شرط أساسي مهم جداً،

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام