فهرس الكتاب
الصفحة 331 من 614

ج/ يعتقد أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى أن فعل الكبيرة له تأثير في نقص الإيمان كما وردت بذلك الأدلة، لكنه ليس النقص الكامل بحيث لا يكون معه شيء من الإيمان، بل هو نقص يتفاوت بتفاوت عظم هذه المعصية وصغرها، فالنقص الذي يحدثه القتل أعظم من النقص يحدثه حلق اللحية وإسبال الثوب، وهكذا، فالمحرمات تتفاوت فيما يترتب عليها من العقوبات والآثام، كما أن الواجبات تتفاوت أجورها وما يترتب عليها، ففعل المعصية ينقص الإيمان، لكنه ليس النقص المطلق، أي أنه نقص من إيمانه بقدر هذه الكبيرة التي فعلها لكن يبقى معه شيء من الإيمان، فخلاصة مذهب أهل السنة في ذلك أنهم لا يعطونه الإيمان المطلق ولا يسلبونه مطلق الإيمان وبعبارة أخرى نقول: مرتكب الكبيرة مؤمن بما بقي معه من الإيمان وفاسق بما فعله من العصيان. أو نقول: هو مؤمن بإيمانه وفاسق بكبيرته، والدليل على أن فعل الكبيرة تنقص الإيمان حديث أبي هريرة السابق (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن الحديث) أي لا يكون مؤمناً تاماً ولا يكون له نور الإيمان كما قاله الإمام البخاري رحمه الله تعالى، فهذه المعاصي من الزنى وشرب الخمر والسرقة والانتهاب والغلول أوجبت نقص الإيمان مما يدل على أن فعل المعصية ينقص الإيمان، عن أبي هريرة مرفوعاً (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا: من يا رسول الله قال(من لا يأمن جاره بوائقه) فهذه المعصية وهي أذى الجار وإسرار العداوة له وتربص حلول الدوائر به أوجبت نقص الإيمان، وفي صحيح مسلم من حديث أبي مسعود مرفوعاً (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر) فهذه المعصية العظيمة أوجبت نقص الإيمان الذي تحصل به النجاة يوم القيامة. وفي الصحيحين من حديث أبن مسعود مرفوعا (سباب

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام