ج/ لا، لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد في زيارة قبره ولا قبر غيره على وجه الخصوص شيء، وما يروى في ذلك فإنما هو موضوع أو شديد الضعف باتفاق أهل المعرفة بالحديث، كقولهم: (من زارني وزار قبر أبي الخليل في عام واحد ضمنت له الجنة) قال أبو العباس عنه: كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أهـ وقال النووي: باطل ليس هو مروياً عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف في كتابٍ صحيح ولا ضعيف بل وضعه بعض الفجرة أهـ ومن ذلك قولهم: (من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي) ولا يصح من أساسه بل هو شديد الضعف بمرة ويقرب أن يكون موضوعاً، ومن ذلك قولهم) من حج فلم يزرني فقد جفاني) وهذا الحديث لا أصل له بل هو من المكذوبات والموضوعات كما قاله ابن عبدالهادي في الصارم المنكي.
بل قال شيخ الإسلام عن هذه الأحاديث كلها مكذوبة موضوعة، وقد تقرر في الأصول والقواعد أن الأحكام الشرعية تفتقر في ثبوتها للأدلة الصحيحة الصريحة وحيث لم يصح في ذلك شيء فالأصل هو الاستدلال على استحباب الزيارة بالأحاديث العامة الواردة في الباب لكن من غير شد رحلٍ لا لقبره ولا لقبر غيره والله أعلم.
ج/ البدعة لغة: هي الشيء المخترع لا على مثال سابق، ومنه قوله تعالى (( قل ما كنت بدعاً من الرسل ) )أي ما كنت أول من أرسل، فقد أرسل قبلي رسل كثير، ومنه قوله تعالى (( ورهبانية ابتدعوها ) )أي اخترعوها وأبتدؤها من عند أنفسهم، ومنه قوله تعالى (( بديع السموات والأرض ) )وذلك لإبداعه لها وإحداثه لها لا على مثال سابق.