.. وقد ضعفه أبو العباس ابن تيمية ? فقال في المنهاج: (( هذا الحديث ضعيف، وقد اعتمد أبو محمد بن الوليد البغدادي وغيره عليه وليس هو مما يعتمد عليه. ورواه ابن ماجه عن يونس عن الشافعي والشافعي رواه عن رجل من أهل اليمن يقال له محمد بن خالد الجندي وهو ممن لا يحتج به وليس هذا في مسند الشافعي. وقد قيل: إن الشافعي لم يسمعه من الجندي وإن يونس لم يسمعه من الشافعي ) )ا. هـ كلام ابن تيمية.
... وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: (( مجهول ) ).
... فخلاصة القول فيه أنه حديث ضعيف، ومن المعلوم أن الأحكام الشرعية لا تثبت إلا بالأحاديث الصحيحة الصريحة، وإذا سلمنا تنزلاً أنه حديث حسن كما ذكره الإمام ابن كثير فيجاب عنه بجوابين:
... أحدهما: أنه شاذ؛ لأنه لا يقدر على مقاومة الأحاديث التي بلغت مبلغ التواتر في خروج المهدي، وقد تقرر في قواعد الحديث أن الشاذ قسم من أقسام الضعيف.
... الثاني: أن يصار إلى الجمع، فيقال: إن قوله: (لا مهدي إلا عيسى) ليس يراد به نفي الوجود والحقيقة وإنما يراد به نفي الكمال، أي لا مهدي كاملاً إلا عيسى، ولا شك أن عيسى - عليه السلام - أكمل في الهداية من المهدي.
... ولكن كما ذكرت لك أن هذين الجوابين على تسليم فرض صحة الحديث المذكور، وبذلك فلا يكون ثمة إشكال أو تعارض، وقد ذكر هذا الجواب الثاني الإمام أبو عبدالله القرطبي في التذكرة، والله أعلم.
... والخلاصة أن الأجوبة عن هذا الحديث ثلاثة:
... الأول: أنه ضعيف.
... الثاني: أنه شاذ.
... الثالث: أن المنفي هو الكمال، والله أعلم.
... ج 330: العلامة الثانية من الأشراط الكبرى خروج الدجال لعنه الله، مسيح الضلالة، وقد ثبتت بذلك الأحاديث الكثيرة: