فهرس الكتاب
الصفحة 231 من 614

.وأما قوله: (( ولا معنى ) )فإن هذا المعنى المنفي في كلام هذا الإمام العلم العلامة إمام أهل السنة والجماعة ليس هو المعنى الصحيح الذي يقتضيه لسان العرب وما يتبادر إلى الفهم السليم من المعاني اللائقة به جل وعلا، كلا وألف كلا، وإنما يريد نفي المعاني التي ابتكرتها الجهمية النفاة وزعمت أنها معاني نصوص الصفات، فكلام هذا الإمام معول هدم لمذاهب الجهمية؛ لأنه نسف لجميع ما يدعونه من المعاني الباطلة التي يقحمونها في النصوص ويزعمون أنها المرادة منها، فجاء هذا الإمام ونفى هذه المعاني الباطلة، ولم يتعرض لنفي المعنى الصحيح الذي يفهمه أهل العقول السليمة والفطرة المستقيمة، كيف وهذا الإمام ممن اشتهر عنه تقرير معرفة السلف لمعاني نصوص الصفات؟ فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه عالي الجنان هو وسائر علماء أهل السنة .. آمين، والله أعلم.

... س 196: ما منهج أهل السنة والجماعة في الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار؟ مع توضيح ذلك بالأمثلة؟

... ج 196: مذهبهم في ذلك هو إثبات هذه الصفات لله تعالى في حال كونها كمالاً، ونفيها عنه جل وعلا في حال كونها نقصًا، وذلك لأنه يعتريها نقص وكمال، فلا تثبت لله الإثبات المطلق لأنها ليست من قبيل الكمال المطلق، ولا تنفى عن الله النفي المطلق لأنها ليست من قبيل النقص المطلق، ولكن تثبت لله تعالى في حالٍ دون حال، والحال التي نثبتها لله تعالى هي حال كمالها، والحال التي ننفيها عن الله تعالى هي حال نقصها، هذا هو الجواب من ناحية التنظير، وأما الأمثلة فدونك بعضها، فأقول:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام