ج/ أقول: أما صفة اليد مفردة ففي قوله تعالى (بِيَدِهِ الْمُلْكُ) وأما ورودها مثناة ففي قوله تعالى: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) وأما ورودها مجموعة ففي قوله تعالى (مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا) أما صفة العين مفردة ففي قوله تعالى (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) وأما ورودها مثناة ففي الحديث (قام بين عيني الرحمن) وأما ورودها مجموعة ففي قوله تعالى (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) ووجه الجمع بينهما أن يقال أما ورودهما مثناة فلا إشكال فيه لأن أهل السنة يثبتوا لله تعالى يدين اثنتين وعينين اثنتين على ما يليق به جل وعلا، وأما ورودهما مفرده فلا إشكال فيه أيضاً لأنهما لما أفردتا أضيفتا فهما مفرد مضاف وقد تقرر في الأصول أن المفرد المضاف يعم، فيعم اللفظ كل ما لله من يد وعين، وقد سيق أنهما اثنتان. وأما ورودهما مجموعه، فإن النون هنا ليست نون الجمع وإنما هي نون المعظم نفسه، كقول الملك لمن أعطاه شيئاً: قد أعطيناك هذا بأيدينا، وإذا رأى الملك شيئاً وسئل عنه فإنه يقول: قد رأيناه بأعيننا ونحو ذلك، فهذه النون هي نون المعظم نفسه وليست نون الجمع، فلا إشكال في ذلك ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة وهو أعلى وأعلم.