فهرس الكتاب
الصفحة 272 من 614

ج/ يعتقد أهل السنة رحمهم الله تعالى أن لله قدماً ورجلاً وساقاً لائقة بجلاله وعظمته، وباتفاقهم أنها لا تماثل المعهود من صفاتنا لأن الاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في الصفات، ولا تثريب على من أثبت ما أثبتته الأدلة وقال بما قالت به النصوص مع علم المعنى والجهل بالكيفية، وأي عيب بالله عليك أن نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نثبت لربنا ما أثبته له أعلم الخلق به صلى الله عليه وسلم، بل التثريب والعيب هو على من يقع في مثل هذه النصوص تحريفاً وإنكاراً وجحوداً وإبطالاً وكأنه أعلم من الله، وأعلم من نبيه صلى الله عليه وسلم، ونعوذ بالله من حال أهل التمثيل والتعطيل ونبرأ إلى ربنا جل وعلا من طريقهما، فإنه طريق سوءٍ ومدخل ضلاله، فلا نقل ولا عقل عند هؤلاء الأغبياء و إنما هو التخرص والهوى وإتباع الشهوات، فهذه الصفات الواردة في السؤال قد وردت به الأدلة فنحن نثبتها لله تعالى إثباتاً بلا تمثيل وننزه الله تعالى من مماثلة خلقه تنزيهاً بلا تعطيل وهذه الصفات من صفات الذات التي لا تنفك عن الله تعالى، ففي الصحيحين عن انس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولا يزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها رجله وفي رواية عليها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط) فقد أضاف الرجل والقدم إليه إضافة الصفة إلى الموصوف، ولا يصح إن يقال إن الرجل هنا: طائفة من الخلق فإن هذا مخالف لظاهر الدليل بلا برهان ومخالف لما تقرر في منهج السلف رحمهم الله تعالى , وفي الصحيحين أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقال الجنة: مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ فقال الله عز وجل للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام