فهرس الكتاب
الصفحة 10 من 614

.. والإقرار به وحده ليس بكافٍ للحكم بالإسلام؛ وذلك لأن المشركين كانوا يقرون بهذا التوحيد كما قال تعالى: ? ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ?، وقال تعالى: ? قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون. قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون ?، ومع ذلك قاتلهم النبي ? وأمر بقتالهم واستباح دماءهم واسترق رجالهم ونساءهم.

... واعلم أن هذا التوحيد لا يعرف عن أحدٍ من بني آدم أنه أنكره باطنًا ولكن عرف إنكاره ظاهرًا عن فرعون وقومه لعنهم الله تعالى، قال تعالى: ? وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًا ?، وقال تعالى عن موسى أنه قال لفرعون: ? لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورًا ?.

... وعرف إنكاره أيضًا عن الدهرية الذين ينسبون الموت إلى الدهر، قال تعالى حاكيًا مقالتهم الكفرية: ? وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ?.

... وعرف أيضًا إنكاره ظاهرًا عن الثنوية الذين يزعمون أن للعالم خالقين النور والظلمة.

... وكل هذه الطوائف لا تستطيع أن تنكر هذا التوحيد باطنًا وإن أنكروه مكابرة وظلمًا ظاهرًا؛ لأنه متقرر في الفطرة فإنه ? فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ?. وفي الحديث أيضًا: (( خلقت عبادي حنفاء فجاءت الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ) ). وقال تعالى: ? وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ?، والله أعلم.

... س 8: ما التوحيد الذي نزلت به الكتب وأرسلت به الرسل؟ مع توضيح ذلك بالأدلة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام