والنسائي بسند صحيح، وقد اجمع أهل السنة والجماعة على إثبات هذه الصفة لله تعالى، وهو ما نعتقده بقلوبنا وننطقه بألسنتنا والله أعلم.
ج/ أقول لقد تجرأ المبتدعة على صفة الوجه كتجرئهم على سائر صفات الباري جل وعلا، فقالوا: إن لفظ الوجه الوارد في الآيات والأحاديث لا يقصد به إثبات صفة وإنما المراد به الذات، فيقال لهم: جوابنا على هذا التحريف من وجوه:
الأول: أنه مخالف لمنهج السلف وما أجمعوا عليه وما خالف منهجهم وإجماعهم فهو باطل مردود وإذ لا يمكن أبداً بل لا يتصور أن يكون السلف من الصحابة والتابعين كانوا في معزل عن فهم ما أنزل عليهم ويفهمه هؤلاء المتهوكون الضالون، هذا ما لا يقوله عاقل يعلم ما يقول فضلاً عن كونه مسلماً.
الثاني: أنه مخالف لما يظهر من دلالة النصوص، فإن هذه الأدلة قد أضافت الوجه إلى الله تعالى إضافة الصفة إلى الموصوف والانصراف عن هذا الظاهر المتبادر للفهم السليم لا يجوز إلا بمقتضى دليل صارف، ولا دليل يصرفنا عن الأصل والظاهر والحقيقة، فوجب البقاء عليه.
الثالث: أن يقال لهم: إنكم فررتم من إثبات الوجه لله تعالى خوفاً من مماثلة الله بخلقه لأن لهم وجوهاً وقلتم إنه الذات فبالله عليكم أوليست لنا ذوات؟ بالطبع نعم، إذاً قد فررتم من شيء ووقعتم في مثله، فإن قالوا: نحن نقول هي ذات ليست كالذوات، فنقول قولوا هذا القول في الوجه بادئ الأمر واستريحوا وأريحوا، وذلك لأنه قد تقرر أن القول في الصفات فرع عن القول في الذات هذا مختصر الجواب عليهم وهو كافٍ والله أعلم.