ج/ يعتقد أهل السنة قاطبة أن لله تعالى يدين اثنتين لائقتين بجلاله وعظمته لا تماثل أيدي المخلوقين ومجرد الاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في المسمى وأنهما من الصفات الذاتية التي لا تنفك عنه جل وعلا أزلاً ولا أبداً وأهما كريمتان مبسوطتان بالعطاء والنعم قال تعالى (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) (المائدة: من الآية 64) وقال تعالى (لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) (صّ: من الآية 75) وقال تعالى (بِيَدِهِ الْمُلْكُ) وقال تعالى (بيده الخير) وقال تعالى (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (الفتح: من الآية 10) وقال تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67) وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة في ذكر محاجة موسى لآدم عليهما الصلاة والسلام وفيه أن موسى قال: (أنت آدم الذي خلقه الله بيده ونفخ فيك من روحه .... الحديث) وفي الصحيح أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه إن رحمتي تغلب غضبي) وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) وفي المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أحدكم ليتصدق بالتمرة من طيب ولا يقبل الله إلا طيباً فيجعلها الله تعالى في يده اليمنى ثم يربيها كما يربي أحدكم فلوه حتى تصير مثل أحد) وفي رواية"فيقع في كف الرحمن"وفي الصحيح أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يمين الله ملآ لا تغيضها نفقة سماء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغيض